الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة لاوّل مرة: قصة مؤثرة من حياة الفنان صالح الفرزيط وخفايا اغنية «نيران جاشي شاعلة ميقودة»..

نشر في  11 نوفمبر 2016  (11:52)

نشرت إحدى المواقع العربية موضوعا عن أهم الأغاني السجنية العربية ومنها أغنية «نيران جاشي شاعلة ميقودة» للفنان صالح الفرزيط والظروف التي انتجت هذه الأغنية.

وجد مغني المزود صالح الفرزيط نفسه مناضلاً رغم أنفه بعد أن احتك بجماعة العامل التونسي في سجون بورقيبة، وألهمته تلك التجربة أغنية اِرضى علينا يا لميمة. إلا أن قصصه مع السجن لم تتوقف عندها، فعاد مرة أخرى إلى ذلك العالم من غير نافذة السياسة، بل من خلال أغنية وجدانية لشاعر عاش تجربة مريرة خلف القضبان.

تسرد الأغنية وقائع حقبة من سجن الشاعر، حيث جالد محكوميته الثقيلة بفضل زوجة جميلة بقيت على وفائها له، تزوره وتشد أزره وتحمل إليه قفة المؤونة. غير أن مدير السجن الذي أعجب بالزوجة ظل يتربص بها ويغويها بترك زوجها، مذكراً إياها بجمالها الذي آل إلى الفناء بفعل الزمن وتجاعيده. أذعنت الزوجة لإغواء مدير السجن، وقبلت أن تترك زوجها لأجل صاحب السلطة. فَطِنَ الشاعر لغياب زوجته المفاجئ ما أصابه بكرب شديد وأغرقه بدوامةٍ من الحزن.

كان من عادة مدير السجن أن يستغل السجناء خارج القضبان ويجبرهم على القيام بأشغال لمصلحته الشخصية. شاءت الصدف أن يكون الشاعر الملتاع أحد هؤلاء، وبعد العمل ساعات طويلة تحت الشمس الحارقة في حديقة مدير السجن، تظلل بشجرة بعد أن أنهكه التعب والعطش فيما همت زوجة المدير بحمل الماء والطعام إليه، وكان على إثر ذلك الفاجعة.

عاد الشاعر إلى الزنزانة، ومن فرط الألم بقي يردد أبياتا لقصيدة اكتملت فصولها تحت عنوان نيران جاشي شاعلة ميقودة. بقي رفاقه في السجن يرددون الأغنية من دون أن يعلموا القصة التي تختفي ورائها. قبيل الإفراج عن الرجل طلب منه أن يكشف سر القصيدة، فروى القصة وأعاد عليهم شريط الأحداث ليتمكن منه الألم ولا ينجو ليلته الأخيرة.